محمد جابر : ما زالت شخصية العيدروسي نابضة بالحياة
انطلقت شخصية «العيدروسي» في مسرحية «إغنم زمانك» لفرقة المسرح العربي في ستينيات القرن الماضي عبر أداء الفنان القدير محمد جابر لدور الملا أحمد، فالتصقت باسمه واستمرت نابضة بالحياة سنوات ما جعله يؤكد أنها شخصية خالدة لن تموت.
في هذا اللقاء يُطلعنا على جوانب خفية من مشواره الفني:
كيف ولدت هذه الشخصية؟
في أثناء التحضير لمسرحية «إغنم زمانك»، من تأليف الفنان عبد الحسين عبد الرضا وإخراج الراحل حسين الصالح الدوسري وتمثيل فرقة المسرح الكويتي التي كانت تقدم عروضها باللهجة الكويتية، طلب مني الدوسري أن أختار شخصية محببة إلي وتغيير طبقة صوتي في أداء دور الملا أحمد في المسرحية، كنت حينها معجباً بالمطرب عبد اللطيف الكويتي فقلدت صوته، هكذا ظهرت شخصية {العيدروسي} اخترت اسمها من الذكريات المحفورة في وجداني حول زيارتي حفلات الزار مع والدتي، وكان الناس يرددون فيها: «شيل لله يالعيدروسي، شيل لله يالعيدروسي»، فعُرفتُ من خلالها وأصبح المخرجون يطلبونها في أعمالهم المسرحية والتلفزيونية.
هل ستتوقف شخصية العيدروسي؟
ما زالت الشخصية نابضة بالحياة، أوقفتها 10 سنوات ثم أعدتها في المسلسل التلفزيوني «حبل المودة» وفي المسلسل الإذاعي «المقدر كاين» ولاقت استحسان المستمعين وقبولهم.
ماذا تتذكر من أعمال العيدروسي التلفزيونية والشخصيات الأخرى؟
قدمت مجموعة من الأعمال كتبتها مع عبد الحسين من بينها: «مذكرات بوعليوي»، «يوميات بوعليوي»، «مذكرات العيدروسي»، «العيدروسي وزوجته»، «العيدروسي وأخته»، «العيدروسي وأبناؤه».
ومن الشخصيات: «بوعليوي» أداها عبد الحسين، «أم عليوي» للراحل عبد العزيز النمش وأدت الراحلة عائشة إبراهيم دور زوجة العيدروسي كذلك مريم الصالح والراحلة مريم الغضبان، «بوصالح» للراحل خالد النفيسي، «امبيريج» للراحل صالح حمد، بعد ذلك ابتكرنا شخصية «بندر» لأحمد الراشد، وقد انتج تلفزيون قطر مسلسلاً بعنوان «بندر في قطر» شاركت فيه مع النمش وعائشة ابراهيم.
انطلقت شخصية «العيدروسي» في مسرحية «إغنم زمانك» لفرقة المسرح العربي في ستينيات القرن الماضي عبر أداء الفنان القدير محمد جابر لدور الملا أحمد، فالتصقت باسمه واستمرت نابضة بالحياة سنوات ما جعله يؤكد أنها شخصية خالدة لن تموت.
في هذا اللقاء يُطلعنا على جوانب خفية من مشواره الفني:
كيف ولدت هذه الشخصية؟
في أثناء التحضير لمسرحية «إغنم زمانك»، من تأليف الفنان عبد الحسين عبد الرضا وإخراج الراحل حسين الصالح الدوسري وتمثيل فرقة المسرح الكويتي التي كانت تقدم عروضها باللهجة الكويتية، طلب مني الدوسري أن أختار شخصية محببة إلي وتغيير طبقة صوتي في أداء دور الملا أحمد في المسرحية، كنت حينها معجباً بالمطرب عبد اللطيف الكويتي فقلدت صوته، هكذا ظهرت شخصية {العيدروسي} اخترت اسمها من الذكريات المحفورة في وجداني حول زيارتي حفلات الزار مع والدتي، وكان الناس يرددون فيها: «شيل لله يالعيدروسي، شيل لله يالعيدروسي»، فعُرفتُ من خلالها وأصبح المخرجون يطلبونها في أعمالهم المسرحية والتلفزيونية.
هل ستتوقف شخصية العيدروسي؟
ما زالت الشخصية نابضة بالحياة، أوقفتها 10 سنوات ثم أعدتها في المسلسل التلفزيوني «حبل المودة» وفي المسلسل الإذاعي «المقدر كاين» ولاقت استحسان المستمعين وقبولهم.
ماذا تتذكر من أعمال العيدروسي التلفزيونية والشخصيات الأخرى؟
قدمت مجموعة من الأعمال كتبتها مع عبد الحسين من بينها: «مذكرات بوعليوي»، «يوميات بوعليوي»، «مذكرات العيدروسي»، «العيدروسي وزوجته»، «العيدروسي وأخته»، «العيدروسي وأبناؤه».
ومن الشخصيات: «بوعليوي» أداها عبد الحسين، «أم عليوي» للراحل عبد العزيز النمش وأدت الراحلة عائشة إبراهيم دور زوجة العيدروسي كذلك مريم الصالح والراحلة مريم الغضبان، «بوصالح» للراحل خالد النفيسي، «امبيريج» للراحل صالح حمد، بعد ذلك ابتكرنا شخصية «بندر» لأحمد الراشد، وقد انتج تلفزيون قطر مسلسلاً بعنوان «بندر في قطر» شاركت فيه مع النمش وعائشة ابراهيم.
ما أول عمل تلفزيوني شاركت فيه؟
«ديوانية التلفزيون» وهو سهرة قدمت عام 1962 في افتتاح تلفزيون الكويت مدتها ساعة، من بطولة محمد النشمي وعبد الله المنيس وعقاب الخطيب، تقديم رضا الفيلي وإخراج محمد السنعوسي.
في فترة لاحقة طلب التلفزيون مني ومن عبد الحسين تقديم سهرة كل ليلة جمعة بعنوان «معرض الألحان» لمدة ساعتين على الهواء، كنا نرتجل حوارنا أمام محل للأسطوانات وتأجير «البشتخته» ونبث مجموعة من الأغنيات.
حدثنا عن المسرح العربي وانضمامك إلى فرقته؟
المسرح العربي فرقة أهلية تندرج في بند جمعية نفع عام تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، بلغت ميزانيتها 3 آلاف دينار، وكنا ندخل من خلال عروضنا إيرادات كبيرة إلى الصندوق.
إنضممت إلى الفرقة في 10 أوكتوبر (تشرين الأول) 1961 وشغلت في ما بعد منصب أمين الصندوق وكان عبد الحسين عبد الرضا مشرفاً مالياً وحسين الصالح مديراً للفرقة من أعضاء مجلس الإدارة: غانم الصالح وجعفر المؤمن وسعد الفرج.
عام 1962 عرضنا مسرحيتنا الأولى «صقر قريش» في ثانوية الشويخ، من تأليف محمود تيمور وإخراج زكي طليمات، تمحورت حول عبد الرحمن الداخل الأموي وجسدت فيها دور الغلام.
يحكى عن أجواء طريفة كانت تسود بين أعضاء الفرقة، أخبرنا عنها؟
عرف الفنان الرحل خالد النفيسي بالمواقف والمقالب التي كان يحيكها لزملائه، أذكر أنه أقفل عليّ، في إحدى المرات، باب دورة المياه، فتأخرت عن الظهور، ما أثار غضب زكي طليمات وصاح: أين أنت يا غلام؟ إلى أن تم تخليصي وعندما دخلت المسرح قلت له هامساً في أذنه: فعلها النفيسي!
كيف تحولت أعمال الفرقة من العربية الفصحى إلى العامية؟
للغة العربية الفصحى جمهورها، وكنا نطعم أعمالنا ببعض المفردات الشعبية، التي كانت تروق للجمهور ويتجاوب معها الأمر الذي لفت طليمات، هكذا بدأت مرحلة جديدة بعد المسرحيات الناطقة باللغة العربية، هي مرحلة الأعمال الناطقة باللهجة العامية.
ما سبب العروض القوية لفرقة المسرح العربي التي لقبت مرحلتها بالعصر الذهبي؟
النصوص القوية إضافة إلى التنافس بين الفرق الأهلية: العربي والشعبي والخليج العربي، ثم إن عروضنا كانت تستقطب قاعدة كبيرة من المثقفين ورجال الدولة وتمتدّ من 45 يوماً إلى شهرين، على مدى الأسبوع من دون توقف، خلافاً لما يحصل هذه الأيام إذ تعرض المسرحية أيام الخميس والجمعة والسبت.
نلاحظ أنك من القلائل الذين يتمتعون بالأمانة الأدبية بذكر كلمة إعداد في العمل الذي تكتبه.
إنه حق أدبي للمؤلف الأصلي، أقوم باعداد النص، وهذا أمر أصعب من التأليف نفسه وفق خبرتي. أعتبر نفسي من أوائل المعدين في الدراما الكويتية، وبعد فترة ظهر كتّاب في قسم التمثيليات في تلفزيون الكويت أمثال نادر خليفة وغيره.
كذلك كتبت مجموعة من المسرحيات للمسرح العربي من بينها : «الليلة يصل المحقان»، «القاضي راضي»، «عايلة بو صعرورة».
عاصرت مراحل مهمة في الدراما منها مسلسلات الأطفال، اخبرنا عنها؟
قدمنا في البداية مسلسلاً للأطفال بعنوان «جحا» مع عبد الله الحبيل وابراهيم الصلال ومجموعة من الممثلين، ولاحظنا أن المتابعة لا تقتصر على الأطفال بل تشمل الكبار أيضاً، كذلك شاركت في مسلسل «الشاطر حسن» مع أحمد مساعد والراحل علي المفيدي، ثم توالت مسلسلات الأطفال مع خالد العبيد والمخرج عبد الرحمن الشايجي الذي تضفي شخصيته الهادئة والطيبة الجمال إلى النص.
أذكر أنه في أثناء تصوير مسلسل «الملقوفة» سمعنا الشايجي نضحك أنا وعبد الحسين ونتبادل الحكايات المضحكة، فغضب وأعلن خروجه من الأستوديو وانسحابه من العمل، فردّ عبد الحسين: إن ذهبت سأنفذ إخراج المسلسل كله، عندها ضحك الشايجي وعاد.
نجد في سجل تاريخك الفني أعمالاً إرشادية وشعبية، هل تعتبر ذلك من مهمات الفنان الرئيسة؟
طبعاً، لأن الفنان صاحب رسالة وعليه القيام بدوره في المجتمع، عملت أغنية «تسلم تسلم يا شرطي المرور» في سبعينيات القرن الماضي بمناسبة أسبوع المرور، من كلمات الراحل أمير عبد الرضا وألحان أحمد عبد الكريم، كذلك شاركت في أوبريت شعبية بعنوان «قليلبه من غير مكينة مكهربة».
إلى متى ترقى علاقتك بعبد الحسين عبد الرضا؟
إلى الستينيات، كنا نرى بعضنا بعضاً في المسرح الذي كان بمثابة منزلنا، وتواصلت في الوقت نفسه مع الجميع لدرجة أن سعد الفرج كان يقول لي: «هلا بالواصل».
ماذا عن انتقالك من مسرح القطاع الأهلي إلى الخاص؟
بدأت المسارح الخاصة مع عبد الأمير التركي من خلال المسرح الكوميدي ثم مع عبد الحسين وسعد في المسرح الوطني، بعد ذلك أسست فرقة المسرح الحر مع عبد العزيز النمش، امبيريج، عائشة ابراهيم، عبد الله خريبط، أحمد الراشد (بندر)، عبد العزيز الفهد، عبد الله المسلم ومجموعة من الممثلين، وقدمنا على خشبة مسرح المعاهد الخاصة مسرحيات «يلعب على الحبلين»، «العانس»، «ريّال نساي»، وعندما حاولت تغيير أسلوب الإخراج والكتابة رفضوا اقتراحي فانسحبت من الفرقة.
أسست، في ما بعد، مؤسسة الزرزور التي خصصتها لمسرح الطفل وكانت باكورة أعمالنا مسرحية «الزرزور» مع عبد الرحمن العقل، وتوالت من ثم المسرحيات من بينها «محاكمة علي بابا»، «جسوم ومشيري»، «طرزان». بعد وفاة محمد النشيمي اشتريت رخصة مسرحه مع العقل وخصصته لعرض مسرحيات للكبار.
برأيك، أيهما أفضل المسرح في القطاع الخاص أم العام؟
المسرح في القطاع الخاص أفضل ليس مادياً فحسب إنما لأنه يولد المنافسة بين الفرق الخاصة في مجال مسرح الطفل، وكل ذلك يصب في مصلحة المتلقي، يكفيني فخراً أن الدكتورة كافية رمضان تحضر مسرحياتي مع طلابها في الجامعة وتفتح باب النقاش بعد العرض كمادة دراسية لهم.
هل تقرأ وتحتفظ بكل ما يكتب عنك؟
نعم، كان عبد العزيز السريع يعد ملفاً شهرياً يحتوي كل ما كتب عن الفنان، أقرأ النقد الفني وأتصل بالصحافي لأشكره على توجيهه، العلاقة بيننا وبين الصحافة جيدة.
ماذا تعد للأيام المقبلة؟
انتهيت من كتابة مسلسلين: «أوانس آخر زمن» كوميدي، و«صرخة أم» تراجيدي، سأقدمهما للقنوات الفضائية كمنتج منفذ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق